Monday 27 July 2015

احذروا التقليد عند الشراء — ظاهرة الحشيش المخلوط في مصر



احذروا التقليد عند الشراء — ظاهرة الحشيش المخلوط في مصر - عمر شريف

في ظاهرة كنت كتبت عنها قبل كدة فبحث لي بس بالانجليزي. و بما اني لما جيت مصر دار حديث عن الموضوع بيني وبين دكتور نفساني صديق، أحب اشاركه معاكم.

هابدأ الاول بنبذة تاريخية بسيطة ...

الحشيش موجود في مصر منذ قديم الأزل. في نصف الثمانينات ظهر نبات البانجو وكان بدايته فسيناء. بما إنه كان رخيص و بيصطل بدأ يتشعب في السوق والناس ابتدت تعرفه أكتر. في أوائل التسعينات البانجو أصبح ظاهرة في مصر وناس كتير أوي كانت بتشربه. ’الورقة‘ أو’الباكتة‘ تبدء من ٥ جنيه إلي شوال لو عايز.   

فضل الحال علي ما هو عليه إلى عام ٩٨ حتي حبيب العدلي طلع و قال إن مش هتلاقي بانجو في الشارع في خلال سنة. الراجل ما كدبش خبر؛ في هذه السنة الكبيسة معظم الديلرز إلي كنا نعرفهم — الكان كتير منهم من السودان والنوبة — ذي ناجي وغسان إتمسكم واخرين زي علي ومحمد اختفوا.  

علي اواخر ٩٨ و بداية ٩٩ بدأ الحشيش يرجع تاني بصورة واضحة. طبعاً مش محتاجة عبقرية علشان نعرف إن دي كلها قرارات سياسية بما إن ناس عليا أوي هي إللي لها يد فتدخيل الحاجات ديه البلد. ظهر أحمد فهمي وقتها والأش يا معدن.

علي ٢٠٠٠ كانت مصر كلها رجعت تاني للحشيش. الصنف المغربي كان مسيطر وكان في ساعات اللبناني الفاتح.

في الدول العربية الحشيش السائد هو من أصل إيراني أو باكستاني، كثير منه مخلوط حِنَّة ومستكة ذي ما الديلر ده بيقول عن الكويت.     

في نفس هذي الأوقات كان عندنا واحد معرفه مغربي عايش فلندن بيجبلنا حلويات لما نسافر. فمرة أنا بهزر معاه و قلتله عندنا حشيش مغربي فمصر. بصلي كدة و قالي: دة حشيش درجة تالتة اللي بيجلكم، ده معمول فالبيوت و بيخلطه عليه كروصات (أبو صليبة - روهيبنول). 

إيه دة انتم عندكم أبو صليبة في المغرب؟“

تحب أجبلك“ رد علي بثقة.

الراجل كان شكله عنده حق. والكلام دة إتأكدلي لما كنت بسافر إلي أمسردام حيث كل الحشيش الملقب ب’مغربي‘ اللي الحكومة بتبيعه كان أنضف بكتير من ال’مغربي‘ بتاع مصر.


المهم، أيام الشباب كنا نسمع كتير عن حشيش مخلوط حِنَّة ومستكة، و كرداسة كانت مليانة منه. بس أكتر من كدة لأ. محدش فينا كان متخيل إن فيه حاجات تانية ممكن تتخلط.

رأيي أنا الشخصي إن علشان تخلط حبوب أو أي مادة مخدرة لازم الحاجات ديه تكون رخيصة جداً. و كمان لازم تغطي تكلفتها و تعمل للدفش فلوس كمان — ده أ ب إتجار مخدرات. في مصر، اللي كان/أو لا يزال متداول كان أبو صليبة ( Rohypnol )، ريفوتريل/أبيترل/أموتريل ( clonazepam )، سومادريل، برونكولاز، دي إتش ( Dihydrocodeine )، ترامادول، كيتامين...و باركينول —  إللي هو أرخص و أنتن دماغ. 

تاني حاجة اني ماكنتش متخيل إن ديلر مصري يبقي عنده التقنية إنه يعرف يخلط مادة مخدرة تانية مع الحشيش علشان يبقي أقوي.

خارج مصر، و خصوصاً إنجلترا، كان في نوع حشيش رديء وكان إسمه ( soapbar ) نسبة إن الحتة شبة الصابونة. التحاليل اثبتت إن ممكن يحتوي على شعرة حشيش حقيقي [ ٠.٢٪ فقد من ال-THC و هي المادة الفعالة في القنب (cannabis)]. الباقي بقي...إسمع عندك: برافين، طين، قهوة، حِنَّة، شحم، غراء، أصباغ، ورنيش، براز حيوانات — زمبؤلك كدة — اسبيرين، كيتامين، مهدئات، و مذيبات مسرطنة ذي التولوين والبنزين. أي نعم!

الفيديو ده بيوضح الأنواع المختلفة إلي موجودة حول العالم. 


عدت سنين كتيرة لغاية قبل ما أسافر كندا بشوية في ٢٠٠٩ وكان الحشيش شاحح تماماً في البلد. فواحد كنا مخلييينه ستيبن جابلي حاجة، اشرب منها سيجارتين وانام وأأنتخ وصدري يتقبض. اتنين أصحابي حصل معهم نفس الكلام. غير طبعاً إن الطعم والريحة كانوا غراب. قمت كلمت الراجل.

إيه يا عم البتاع اللي بيهمد ده. علي التلفون مارضاش يقول حاجة و قالي لم أقابلك.

دار الحوار ده واحنا واقفين فالشارع...

هو حضرتك تعرف الباركينول؟

إللا أعرفه...مالهم الصراصير؟

والله أنا هاحكي لحضرتك علشان أريح ضميري. البدو بتوع الساحل اللي أنا بجيب منهم كل لما يعرفوا اني جاي من القاهرة يطلبوا مني كام شريط باركينول. أنا فالأول فاكرهم بيتكيفوا منه، بس اكتشفت انهم بيخلطوا مع الحشيش.

قلتيلي إنت بقي.“ أرخص وأنتن دماغ. 


سافرت أنا إلي المجهول بعدها وبلاد تشيلني وبلاد تحطني ومرت خمس سنين كمان لغاية يومنا هذا. بعد أول كام يوم في مصر دار حديث شيق بيني و بين دكتور علم النفس صديقي.  

”الارقام بتقول إن ٦٠٪ من شعب مصر بيشرب حشيش. في ناس بتشرب بقالها ٢٠ و ٣٠ و ٤٠ سنة، من الناس ديه في منهم عندهم أمراض نفسية وعصبية وكتير بياخدوا أدوية. وبما إن حشيش كتير من اللي موجود فمصر دلوقتي مخلوط بأدوية فده له أثر سلبي علي الناس ديه أكتر من أي حد، و خصوصاً إن معظمهم مايعرفش وفاكرين إن هما "بيشربوا حشيش بس".“

 تأكيداً لكلام الدكتور ونسبة إلي هذا المقال في جريدة التحرير بتاريخ ( ٣١ ديسمبر ٢٠١٧ )، موضوع الخلط في الأيام الأخيرة أصبح ظاهرة في مصر. غير الباركينول، الظاهر الحشيش بيتخلط بالأومتريل (clonazepam) كمان كما جاء في مقال أخر في الأهرام  بتاريخ ٣ نوفمبر ٢٠١٧.

بعد ما طبعاً حكيت للدكتور قصة الباركينول أنا فرحت إنه أكدلي المعلومات اللي كنت عرفتها من الشارع من سنين فاتت . في الواقع كان هو ده السبب الرئيسي إللي خلاني اكتب المقال ده وهو إن الناس تعرف هي بتدخل إيه فأجسمها.  

خليك واعي ومتأڤورش بدون داعي.


طبعاً لو جعلنا نبات القنب شرعي وقانوني ذي بقيت العالم كده كله هايتغير للأحسن: فلوس مالهاش أخر داخلة للبلد، علاج ناس كتيرة جداً عايشين علي الأدوية الكميائية، قطع راس السوق السوداء
، وغيره وغيره. يا ريت الناس تفهم. 



==========================================================


The article is about how lots of hashish in Egypt (and the region) is mixed with all sorts of harmful shîte. For those who are on medication, sometimes whatever the hash is mixed with can interfere with it, leaving them with adverse reactions ― causing drug-induced psychosis, for instance. Thing is, they usually have no idea why it happens, since for them they are "just smoking up". In the article, I explain how I first found out from one dealer that some Bedouins on the Northern Cost of Egypt add Parkinol (Trihexyphenidyl) to the hash they sell. This, for those who don’t know, is a wicked anticholinergic, antiparkinson agent of the antimuscarinic class and a medication that cause hallucinations and delirium, which is taken recreationally in certain parts of the world. Also how, years later, a psychiatrist friend confirmed what I had already knew from the streets about mixed hash. Stay informed about whatever you choose to ingest. For knowledge is power. So is harm reduction.

On a parallel note,
The Egyptian Man Who Kept a Piece of Hash in His Stomach for Four Years is another article about one eerie phenomenon.

Also,
Surviving the Madness of Sakarana — Hyoscyamus muticus in which I recount the bonkers experience of ingesting one of the most toxic plants existing on the face of the Earth... and why you should never, EVER, do it.  



عرض أيضا:
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

2 comments: