أخذت بالي من ظاهرة خصوصاً في هذه الفترة الاخيرة تستحق التأمل. وهي يا
سيدي أن مصريين كتير من إللي أهاليهم كانوا فالجيش أو إللي خدموا في الجيش
بنفسهم سنة واللا سنتين أو حتي إللي بيحبوا البلد حب طفولي وبيفكروا بمشاعرهم عندهم ما يسمي في علم النفس بنظرية التنافر — Cognitive Dissonance. وهي إن يكون المرء بداخله معتقدات أو أفكار أو
قيم لا تتماشي مع واقع الأمر. وذلك يسبب إحساس بالانزعاج والتوتر العصبي
والإجهاد النفسي لأن تلك المعتقدات والأفكار والقيم متضاربة وتعارض بعضها البعض.
يعني في هذا السياق تجد هذا الشخص مقتنع أن الجيش هو الدرع الحامي والواقي اللي من غيره مصر هتولع وتضيع وتنهار سياسياً و كل الكلام البطيخي ده. أي شئ في الواقع يختلف مع هذا المعتقد المطلق الثابت يواجه بشراسة، ذي مثلاً أن كتير من قيادات الجيش في الجيل السابق هم السبب أن حال البلد آل إلي ما هو عليه يا بأطماعهم الشخصية يا بسكوتهم على الفساد الذي كان ومازال موجود بكثافة وأن ذلك بطبيعة الامر يجعلهم شركاء في الفساد. فنجد أن هذا النوع من الاشخاص ممكن مثلاً يبرر الحكم العسكري وينكر معظم — إن لم يكن كل — سلبياته وأهمها في وقتنا الحالي هو الفشل الذريع في إدارة البلاد طوال الفترة السابقة.
اذا حدث أن واجهت هذا الشخص برأي مختلف كالمذكور أعلاه أو بشئ أخر لا يتماشي مع عقيدته الداخلية إحتمال كبير إنه يسبك شخصياً أو يصرخ فيك بانزعاج شديد: ”إنت عارف جيش مصر ده يبقي إيه؟ دول خير أجناد الأرض وده كلام ربنا (وهو ليس بصحيح) ودول اللي بيصحوا وانت نايم! داحنا ولا حاجة من غيرهم.“ و إذا تماديت في وجهة نظرك المختلفة حتي لو بمعلومات مؤكدة الاحتمال الأكبر إنه سوف يتغاضي عن ما تقول و ينتهي أنه يتهمك بالخيانة وانك عميل, ذي بالظبط الاسلاميين لما كانوا يتهموا المختلف معهم بالالحاد.
و سوف تجد أيضاً نفس التوتر والعصبية إذا مثلاً حاولت أن تقنع الاسلامي إن لا وجود أو حتمية إلي شئ قادم إسمه الخلافة الاسلامية، لأن بساطة تفكيره وعالمه الداخلي كلهما مبني على هذه الرواية.
دي طبعاً ظاهرة مختلفة عن من يريدون الحكم العسكري طوعاً بسبب خوفهم من المجهول أو المستقبل أو من الإسلاميين وحكمهم أو من كل ما سبق. تلك الناس ليسوا كلهم بهذه السذاجة العمياء وليسوا جميعاً يفتقروا إلي بُعد النظر، وانما هم علي دراية إن الحال مش ماشي ولكنهم يختارون طوعاً أن يكذبوا علي أنفسهم و يتجاهلوا الحقيقة لكي لا يواجهوا هذا الفشل الإداري والسياسي.
المهم، هذه التنافرات طبيعي جداً أن تؤثر علي الشخص داخلياً و تجعله متوتر ومنزعج لأن إثنين أو أكثر من معتقداته عكس بعض. فالنتيجة أن تجده منساق في إتجاه واحد ورافض أو متجاهل الاتجاه الأخر بتاتاً كنوع من الانكار إن هذه المعكوسات متواجدة في فكره من الأساس، بالظبط بالظبط كما كان الاخوان بيبرروا كل شئ لمرسي في عهده. لأن في ظن هؤلاء جميعاً أن إذا غيروا رأيهم و بدأوا يفكروا بموضوعية أو بإنتقاد فعالمهم الداخلي كله سوف ينهار ويتداعي.
وكما قال George Bernard Shaw الكاتب الأيرلندي العظيم: الذين لا يستطيعون تغيير اراؤهم لا يستطيعون تغيير أي شئ.
ودمتم منتقدين وغير حساسين :}
يعني في هذا السياق تجد هذا الشخص مقتنع أن الجيش هو الدرع الحامي والواقي اللي من غيره مصر هتولع وتضيع وتنهار سياسياً و كل الكلام البطيخي ده. أي شئ في الواقع يختلف مع هذا المعتقد المطلق الثابت يواجه بشراسة، ذي مثلاً أن كتير من قيادات الجيش في الجيل السابق هم السبب أن حال البلد آل إلي ما هو عليه يا بأطماعهم الشخصية يا بسكوتهم على الفساد الذي كان ومازال موجود بكثافة وأن ذلك بطبيعة الامر يجعلهم شركاء في الفساد. فنجد أن هذا النوع من الاشخاص ممكن مثلاً يبرر الحكم العسكري وينكر معظم — إن لم يكن كل — سلبياته وأهمها في وقتنا الحالي هو الفشل الذريع في إدارة البلاد طوال الفترة السابقة.
اذا حدث أن واجهت هذا الشخص برأي مختلف كالمذكور أعلاه أو بشئ أخر لا يتماشي مع عقيدته الداخلية إحتمال كبير إنه يسبك شخصياً أو يصرخ فيك بانزعاج شديد: ”إنت عارف جيش مصر ده يبقي إيه؟ دول خير أجناد الأرض وده كلام ربنا (وهو ليس بصحيح) ودول اللي بيصحوا وانت نايم! داحنا ولا حاجة من غيرهم.“ و إذا تماديت في وجهة نظرك المختلفة حتي لو بمعلومات مؤكدة الاحتمال الأكبر إنه سوف يتغاضي عن ما تقول و ينتهي أنه يتهمك بالخيانة وانك عميل, ذي بالظبط الاسلاميين لما كانوا يتهموا المختلف معهم بالالحاد.
و سوف تجد أيضاً نفس التوتر والعصبية إذا مثلاً حاولت أن تقنع الاسلامي إن لا وجود أو حتمية إلي شئ قادم إسمه الخلافة الاسلامية، لأن بساطة تفكيره وعالمه الداخلي كلهما مبني على هذه الرواية.
دي طبعاً ظاهرة مختلفة عن من يريدون الحكم العسكري طوعاً بسبب خوفهم من المجهول أو المستقبل أو من الإسلاميين وحكمهم أو من كل ما سبق. تلك الناس ليسوا كلهم بهذه السذاجة العمياء وليسوا جميعاً يفتقروا إلي بُعد النظر، وانما هم علي دراية إن الحال مش ماشي ولكنهم يختارون طوعاً أن يكذبوا علي أنفسهم و يتجاهلوا الحقيقة لكي لا يواجهوا هذا الفشل الإداري والسياسي.
المهم، هذه التنافرات طبيعي جداً أن تؤثر علي الشخص داخلياً و تجعله متوتر ومنزعج لأن إثنين أو أكثر من معتقداته عكس بعض. فالنتيجة أن تجده منساق في إتجاه واحد ورافض أو متجاهل الاتجاه الأخر بتاتاً كنوع من الانكار إن هذه المعكوسات متواجدة في فكره من الأساس، بالظبط بالظبط كما كان الاخوان بيبرروا كل شئ لمرسي في عهده. لأن في ظن هؤلاء جميعاً أن إذا غيروا رأيهم و بدأوا يفكروا بموضوعية أو بإنتقاد فعالمهم الداخلي كله سوف ينهار ويتداعي.
وكما قال George Bernard Shaw الكاتب الأيرلندي العظيم: الذين لا يستطيعون تغيير اراؤهم لا يستطيعون تغيير أي شئ.
ودمتم منتقدين وغير حساسين :}
Cognitive Dissonance is a term used in modern psychology to explain the feeling of disorientation and discomfort which results from holding two or more conflicting cognitions — ideas, beliefs, values, or emotional reactions. It’s a sort of willful blindness, one could say. For it entails lying to yourself to justify certain aspects of your reality.
عرض أيضا:
اللي يخاف من الشيطان يطلعله
مقال حلو ياشريف ومعلومة جديدة شكرا
ReplyDeleteشكرا جزيلاً
Delete